تشرفت وسعدت في مساء 1 مارس 2021 بزيارة لمحترف و معرض أخي وصديقي الفنان السعودي الكبير محمد بن علي العجلان، مالك صالة عرض الفنون التشكيلية السبع الرطب

دار بيني وبين الفنان حديث مطول عن تاريخه الفني ومسيرته الفنيه، وعن الفنون التشكيلية ومعوقات الحركة التشكيلية محلياً واقليمياً واستطرد الحديث لإستشراف مستقبلها. وقد استعرض الفنان العجلان الكثير من أعماله الفنية حتى ما كان خاص لا يشاهده الا الخاصه فقد خصنا بمشاهدة وتصوير لفرط كرمه وفيض جوده 

جدير بالذكر أن صالة السبع الرطب تقع في حي الملقا مقابل جامع غادة البراهيم، أنشأها ويديرها الفنان محمد العجلان منذ عدة أعوام ويقدم فيها نماذج من  أعمال إبداعيه أسماها "رطب نخل نجد الباسقة" حروفاً وعبارات كل منهم يرتقي بالآخر فارتقيا بمبدعهما. الفنان العجلان لم يدخل المعمعة ولا لججة المعارض فترة طويلة ليبدأ بعد نظرة فاحصة إلى ما يجب أن يقوم به وينفرد من خلاله عن الآخرين مستخدمي الحروف في تشكيل اللوحة ليحقق أخيراً نجاحاً لا يمكن أن يلحق به من لهم رغبة في خوض تجربة الحروفية من جديد أو ممن يحاول إعادة صياغة تجربته." 

هذا ما كتبه عنه أحد النقاد ومتذوقي الفنون التشكيلية ونشرة. والحقيقة التي شاهدتها فأنني دخلت متحفاً يحتوي على كنوز من الجواهر واللألئ والمعادن النفيسه لم أشاهد مثلها قط، بالرغم من دخولي لمتاحف عالمية في دول كثيرة لا حصر لها منها على سبيل المثال: متحف الأرميتاج بطرسبرغ، واللوفر باريس، والمتروبلتان ومتحف الفن الحديث نيويورك، وغيرهم كثير، وفي حقب تاريخية وأزمنه مختلفة، بالرغم من ذلك كله لم أجد مثيلاً مطلقاً لما شاهدته من أعمال في هذا المساء

فجميع أعمال الفنان محمد العجلان الفنية أصلية تنبع من معين صاف قراح عذب مختلف من الصعب أن يرتوي منها المتذوق للفن، كونها أنتجت من نفس صادقه أكثر صفاء ونقاء وصدق مع الفن نفسه والمجتمع

لا يضع الفنان بينه وبين أعماله حواجز رؤيا أو حيل فنية او خدع سريالية أو غيرها من حيل وخدع الفنانين في الأعمال الفنية المعاصرة، بل يرسم بكل شفافية ونقاء متخذاً ماتوفر له من الألوان وسيلة لتعبير عن ما يكنّه صدره، فهو يرسم أولاً و أخراً للتعبير عن مكنوناته و أحاسيسه في تلك اللحظة دون خجل أو وجل وبكل مصداقية وجرأة فنية منقطعه النظير. دون أن يضع تصورا مسبقا للعمل او يرسم اسكتشات مسبقه لأي عمل فني ينوي تنفيذه

 

 بالرغم من أن مجال الحروفية و إستخدام الحرف العربي والكلمة في العمل الفني شائع اليوم بين الفنانين التشكيليين المعاصرين وكذلك بين الرعيل الأول من الفنانين

إلا أن الفنان محمد العجلان اتخذ اسلوبا مغايرا ومختلفا في طرحة وتعبيره واستخدامة للحرف والكلمه في عمله الفني بشكل يجعل اللوحة تنطق ببلاغة بصرية بكل إفصاح وتفرد لا مثيل له

 

 

د. بدر الرويس

عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود

Published on Updated on